حكم زيارة القبور و التوسل بها


السؤال :

 ما حكم زيارة القبور و التوسل بالأضرحة، و أخذ خروف و أموال للتوسل بها ، كزيارة السيد البدوي ، و الحسين و السيدة زينب ، أفيدونا أفادكم الله ؟

الجواب: 


زيارة القبور نوعان :
أحدهما مشروع و مطلوب لأجل الدعاء للأموات و الترحم عليهم، و لأجل تذكر الموت و الإعداد للآخرة ، لقول النبي صلى الله عليه و سلم :" زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة " و كان يزورها صلى الله عليه و سلم و هكذا أصحابه رضي الله عنهم و هذا الفرع للرجال خاصة، لا للنساء . أما النساء
فلا يشرع لهن زيارة القبور ، بل يجب نهيهن عن ذلك ، لأنه قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن زائرات القبور من النساء، و لأن زيارتهن للقبور قد يحصل بها فتنة لهن أو بهن مع قلة الصبر و كثرة الجزع الذي يغلب عليهن، و هكذا لا يشرع لهن اتباع الجنائز إلى المقبرة ، لما ثبت في الصحيح عن أم عطية ، رضي الله عنها ، قالت : " نهينا عن اتباع الجنائز و لم يعزم علينا " فدل ذلك عن أنهن ممنوعات من اتباع الجنائز إلى المقبرة لما يخضى في ذلك من الفتنة لهن و بهن، و قلة الصبر . و الأصل في النهي التحريم ، لقول الله سبحانه :" و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا " أما الصلاة على الميت فمشروعة للرجال و النساء، كما صحت بذلك الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و عن الصحابة رضي الله عنهم ، في ذلك . أما قول أم عطية رضي الله عنها " لم يعزم علينا " ، فهذا لا يدل على جواز اتباع الجنائز للنساء، لأن صدور النهي عنه صلى الله عليه و سلم كان في المنع . و أما قولها " لم يعزم علينا " فهو مبني على اجتهادها و ظنها و اجتهادها لا يعارض به السنة .

النوع الثاني بدعي : و هو زيارة القبور لدعاء أهلها و الاستغاثة بهم، أو للذبح لهم ، أو للنذر لهم ، و هذا منكر و شرك أكبر ، نسأل الله العافية . و يلتحق بذلك أن يزورها للدعاء عندها ، و القراءة عندها ، و الصلاة عندها ، و هذا بدعة . و هو غير مشروع ، و من وسائل الشرك فصارت في الحقيقة ثلاثة أنواع : 

الأول : مشروع ، و هو أن يزورها للجعاء لأهلها أو لتذكر الآخرة .
الثاني : أن تُزار للقراءة عندها ، أو الصلاة عندها ، أو للذبح عندها ، فهذه بدعة و من وسائل الشرك .
النوع الثالث : أن يزورها للذبح للميت و التقرب إليه بذلك ، أو لدعاء الميت من دون الله أو لطلب المدد منه ، أو الغوث أو النصر ، فهذا شرك أكبر نسأل الله العافية ، فيجب الحذر من هذه الزيارات المبتدعة ، و لا فرق بين كون المدعو نبيا أو صالحا أو غيرهما ، و يدخل في ذلك ما يفعله بعض الجهال عند قبر النبي صلى الله عليه و سلم ، من دعائه و الاستغاثة به ، أو عند قبر الحسين أو البدوي أو الشيخ عبد القادر الجيلاني أو غيرهم . و الله المستعان.



الجواب من " الشيخ ابن الباز "


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


فتاوي المرأة ©2013-2014 | إتصل بنا |